بمناسبة أن بعض الناس يوهم أتباعه أن تغيير آرائهم فيما كانوا يرونه حراماً = انتكاس
ويحتج بآثار عن بعض السلف فيضعها في غير محلها ..!
أقول :
تغيير المرء آراءه القديمة يقع على أحوال لا ذم فيها :
. تغييره ما كان قد قال به بناء على كونه المشهور عند طائفته ، وما نشأ عليه بلا أثارة من علم ولا تمحيص
ثم تبين له خطأ ذلك مع زيادة علمه وتبصره ، فهذا من كمال عقل المرء ونضجه وتجرده وإنصافه .
. تغييره ما تلقاه تقليداً لكونه صار أهالا للإجتهاد ..
فهذا قد تغير الفرض في حقه من التقليد إلى الاجتهاد ، وهذا من زيادةالهدى واليقين .
. تغيير المقلد رأيه المبني على تقليد = إلى رأي آخر بتقليد كذلك ..
وفي هذا نزاع بين أهل العلم وتفصيل في جواز الانتقال فيه إلى الأسهل ، وفي حالة كونه قد قلد
من هو أوثق عنده أو تبع ما ظهرت لديه قوة حجة مقلَّده الجديد وضعف حجة القديم = فلا إشكال البتة .
وكونه يتبع رأيا عليه المذاهب الأربعة في مقابل رأي مخالف لهم قال به معاصر لا يؤثر في رتبة القول
أن يكون قد خلقه الله أو بقي نطفة في الأصلاب ، ولا يُخرَق إجماع بمخالفته ، ولا يُنتظر رأيه لينعقد
فهذا من كمال عقله وبصيرته .
وكونه - إن أحسن فهم أقوال المذاهب - ينتقل من تقليد المعاصر إلى تقليد واحد من الأئمة الأربعة
فهو انتقال من تقليد مرجوح إلى تقليد راجح ولا يعيبه من له أدنى عقل وورع .
وكل هذا لا علاقة له بكون الرأي الجديد أسهل من القديم أو ليس عليه الجمهور
ونحو ذلك مما ليس له أثر في صحة القول وضعفه ..
والحاصل :
أن مجرد تغيير الرأي ولو إلى الأسهل = ليس فتنة ، ولا علامة على التقلب المذموم
ولا انتكاساً ولا اتباعا للهوى ..! بل قد يكون من كمال المرء وزيادة هداه ونضجه العلمي والعقلي ..
فائدة منتقاة من مقال [ محمد عبد الواحد الأزهري ] على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك