محاضرة مؤثرة للشيخ : محمد الصاوي
بطاقة المحاضرة / الخطبة / الدرس :
العنوان | يوم بألف سنة |
الملقي | الشيخ محمد الصاوي |
انتاج | مؤسسة بن عفيف للإنتاج الإعلامي والتوزيع |
حجم المادة | 31 ميجابايت |
عن المادة :
من بين صفحات الكتب يبرز هذا اليوم بعلاماته وآياته ، تقف أمامه العقول حائرةً يسلب الألباب ويفقد الصواب !!
إنه يوم التنـاد ، إنه يوم الصاخة ، إنه يوم الحسـرة ، إنه يوم الحاقة ، إنه يوم الجمع ، إنه يوم الغـاشية
إنه يوم بألف سنة !! نعم والله إن يوم القيامة ليس يوم عادي " 24 ساعة " إنه يوم بألف سنة ...
استمع مباشرة للمادة
تحميل المادة
تحميل بصيغة rm
أنت في ذلك اليوم لا ترى موطئ قدم لن تجد فرجة أو شبر زحام شديد وأصوات مختلطة حر عظيم ووحوش وشهود تخيلت هذا وكأنني واقف بينهم قد تملكني الذهول لا ادري ماذا سأقول أريد أن أناجي ربي لاكنني عاجز قيدتني ذنوبي وأثقلتني سيأتي وهول ذلك الموقف عظيم كل هول أمام هول القيامة قليل كل خوف أمام خوف القيامة قليل كل فزع أمام فزع القيامة قليل كل عذاب أمام عذاب القامة قليل كل باس أمام باس القيامة قليل كل الم أمام الم القامة قليل ترى كيف سأتحمل وأنا الذي أعطاني الله الصحة فتخلفت عن صلات الجماعة كيف سأتحمل وأنا الذي كانت لي القدمان فأطلت الوقوف بها في الدنيا على المعاصي كيف سيتحمل قلبي وهو يرى نعم مولاه وهو قد قصر في حب الله كيف سأتحمل وقد كانت تمر علي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فأهزئ بها كيف أتحمل وأنا الذي رفع صوته على والدته وعق أباه وقطع رحمة كيف سأتحمل وأنا الذي سرحت بصري يمين وشمال فما كان لي رقيب وغفلت عن الملك الرقيب سبحانه كيف سأتحمل والعرق بتصبب مني قد بلغ رقبتي فانا غارق انتظر الموت في أي لحضه يزفر صدري كالمرجل و الباكور وترتعش قدماي وتصطك أسناني وترتخي أطرافي وتسبقني الدموع وتتلعثم الحروف وأريد أن اصرخ من ينقذني من ينجيني من يخرجني من مما آنا فيه من يرفع البلاء عني وفجاءة تأتي النفخة الأولى
(((فدعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يو هم بارزون
((( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتى يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع همسا يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )))
وبينما أنا أسير في ساحات يوم القيامة
أقابل أمي الحنون
فتقول لي:يا ولدي حسنة أنجوا بها يا ولدي
((( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ضننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ضنكم الذي ضننتم بربكم فأرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ))))
ويمر الناس على الصراط أما المؤمنون فيعطيهم الله نور يمشون به يركضون به على الصراط فرحين بتثبيت لله لهم وأما المنافقون والمنافقات فيصرخون ينادون على المؤمنين والمؤمنات انتظرونا ولكن هيهات النار تغلي وتزفر تحت الصراط فمن الذي يحب الانتظار
((يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انتظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهرة من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم فتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور ))
(((وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما راو العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ))
ويعيش أهل النار حياتهم الأبدية في داخل النار ويعيش أهل الجنة حياتهم الأبدية في داخل الجنة
ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون إنما يؤخرههم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال فقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله أن الله عزيز ذو انتقام يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت أن الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكر أولوا الألباب )))
لا تنسونا من دعائكم
التفريغ النصي
من بين صفحات الكتب يبرز هذا اليوم
بعلامــــــاته وآياتــــــــــــه
تقف أمامه العقول حائرةً
يُسلب الألباب ويُفقد الصواب أما المتحدثون فيسكتون وأما الشعراء فكيف يحسنون وأما الكتاب والأدباء فعن ماذا سيكتبون وأما الخطباء فكيف يخطبون انه يوم بألف سنة لا تقولولي نحن نعرف ذلك اليوم لا تقولوا لي نحن عملنا من اجل ذلك اليوم لا تقولوا لي انه يوم بل قولوا إنها ألف سنه يوم يبكي فيه العاصي ويندم فيه المفرط وينوح فيه العاق وينتحب فيه البعيد عن الله فأي ندامة لتلك الأقوام يقال لهم في ذلك اليوم خلقناكم فما عملتم وأعطيناكم فما رضيتم وكسوناكم فما أحسنتم تحببنا إليكم بالخيرات وتقربتم إلينا بالمعاصي نعطيكم الصحة فتنسون المرض نرزقكم المال وتسبون الفقر أغنيناكم عن الناس لكنكم سألتموهم ومددتم أكفكم لهم اوماكان الأولى بكم أن ترفعوا الأكف لنا اوما كان الأولى بكم أن تبكوا من اجلنا اوما كان الأولى بكم أن تتقوا عذابنا وحينها تسكت الألسنة فما احد يجيب كل الحناجر معطلة وكل الجوارح مكبلة أقلام وسلاسل ورقاب وأغلال وعرق ونيران وهموم وأثقال صراخ الظالمين يصم الأذان وبكاء الخاسرين يملا المكان والجموع والآلاف و المليارات من الخلائق تذهل الزمان
بعلامــــــاته وآياتــــــــــــه
تقف أمامه العقول حائرةً
يُسلب الألباب ويُفقد الصواب أما المتحدثون فيسكتون وأما الشعراء فكيف يحسنون وأما الكتاب والأدباء فعن ماذا سيكتبون وأما الخطباء فكيف يخطبون انه يوم بألف سنة لا تقولولي نحن نعرف ذلك اليوم لا تقولوا لي نحن عملنا من اجل ذلك اليوم لا تقولوا لي انه يوم بل قولوا إنها ألف سنه يوم يبكي فيه العاصي ويندم فيه المفرط وينوح فيه العاق وينتحب فيه البعيد عن الله فأي ندامة لتلك الأقوام يقال لهم في ذلك اليوم خلقناكم فما عملتم وأعطيناكم فما رضيتم وكسوناكم فما أحسنتم تحببنا إليكم بالخيرات وتقربتم إلينا بالمعاصي نعطيكم الصحة فتنسون المرض نرزقكم المال وتسبون الفقر أغنيناكم عن الناس لكنكم سألتموهم ومددتم أكفكم لهم اوماكان الأولى بكم أن ترفعوا الأكف لنا اوما كان الأولى بكم أن تبكوا من اجلنا اوما كان الأولى بكم أن تتقوا عذابنا وحينها تسكت الألسنة فما احد يجيب كل الحناجر معطلة وكل الجوارح مكبلة أقلام وسلاسل ورقاب وأغلال وعرق ونيران وهموم وأثقال صراخ الظالمين يصم الأذان وبكاء الخاسرين يملا المكان والجموع والآلاف و المليارات من الخلائق تذهل الزمان
أنت في ذلك اليوم لا ترى موطئ قدم لن تجد فرجة أو شبر زحام شديد وأصوات مختلطة حر عظيم ووحوش وشهود تخيلت هذا وكأنني واقف بينهم قد تملكني الذهول لا ادري ماذا سأقول أريد أن أناجي ربي لاكنني عاجز قيدتني ذنوبي وأثقلتني سيأتي وهول ذلك الموقف عظيم كل هول أمام هول القيامة قليل كل خوف أمام خوف القيامة قليل كل فزع أمام فزع القيامة قليل كل عذاب أمام عذاب القامة قليل كل باس أمام باس القيامة قليل كل الم أمام الم القامة قليل ترى كيف سأتحمل وأنا الذي أعطاني الله الصحة فتخلفت عن صلات الجماعة كيف سأتحمل وأنا الذي كانت لي القدمان فأطلت الوقوف بها في الدنيا على المعاصي كيف سيتحمل قلبي وهو يرى نعم مولاه وهو قد قصر في حب الله كيف سأتحمل وقد كانت تمر علي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فأهزئ بها كيف أتحمل وأنا الذي رفع صوته على والدته وعق أباه وقطع رحمة كيف سأتحمل وأنا الذي سرحت بصري يمين وشمال فما كان لي رقيب وغفلت عن الملك الرقيب سبحانه كيف سأتحمل والعرق بتصبب مني قد بلغ رقبتي فانا غارق انتظر الموت في أي لحضه يزفر صدري كالمرجل و الباكور وترتعش قدماي وتصطك أسناني وترتخي أطرافي وتسبقني الدموع وتتلعثم الحروف وأريد أن اصرخ من ينقذني من ينجيني من يخرجني من مما آنا فيه من يرفع البلاء عني وفجاءة تأتي النفخة الأولى
((( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله))
صمت عجيب كل شيء مات سكتت الأصوات وانقطعت الكلمات وانتهت الزفرات ورحلت الآهات
وما بقي إلا الملك القهار سبحانه وتعإلى
يقول الله يا ملك الموت من بقي فيقول حملت العرش يارب فيقول الله يا ملك
الموت اقبض أرواحهم ثم يقول ياملك الموت اقبض روح نفسك فيقبض روح نفسه
ويشوب ذلك الصمت صوته جل وعلا اين الجبارون اين الجبارون اين المتكبرون اين
ملوك الأرض لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم لله لا احد يجب فيقول الله
سبحانه مجيب نفسه لله الواحد القهار ياالله
أنا ماعملت لذلك اليوم أنا لم استعد لذلك اليوم
أنا لم اجتهد لذلك اليوم الذي ستفضح فيه اعمالي وتظهر فيه سواتي ويبرز فيه كل ما عملته
(((فدعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يو هم بارزون
لا يخفى على الله منهم شي لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت
لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب وانذرهم
يوم الآزفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين مال لظالمين من حميم ولا شفيع
يطاع يعلم خائنة الاعين
وما تخفي الصدور ))
أخي المسلم إن مشاعرنا لا تتحمل ذلك اليوم
إنا أجسادنا لا تتحمل هذه الألف سنة نتمنى لو ملكنا أموال الدنيا لنفتدي
ذلك نتمنى لو ضحينا في كنوز الأرض لنتجاوز ذلك اليوم نتمنى لو كان معنا كل
شي حتى لا نصل إلى ذلك اليوم كنا نغتر بحلم الله وستره في الدنيا وألان
ظهرت الفضيحة وبرز المستور كنا نختفي في ظلام الليل لنعصى والآن لاشي يختفي
بدى ماكنا نعمل وظهر ما كنا نتمى أن لا يظهر
(( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا
ومثله معه ليفتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم
يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانو فيه يستهزئون ))
يارب كنت احسب انك لن تظهر هذا العمل كنت
أظن انك لن تخبر الناس بما فعلت كنت اعتقد انك لن تفضحني لقد نسيت هذه
المعصيه لكنك مانسيتها يا مولاي لقد غفلت عنا لكنك احصيتها يامولاي أشعرت
بهول ذلك الوقف
قال صلى الله عليه وسم كيف انعم واهنا
وصاحب القرن قد التقم القرن وحنا الجبهه واصغى السمع ينتظر متى يؤمر بالنفخ
يااخي كيف يطيب لك عيش كيف تستلذ في نوم واسرافيل صاحب القرن قد استعد
للنفخ فيه هل مازلت على معصيتك هل مازال قلبك يحب غير ربك هل مازال شيطانك
يعمل في دربك أختي هل ما زلتي تلبسن اللثام هل مازلتي بعيدة عن الباب
هل مازال قلبك بصدود وذهاب . أما آن له
الإياب ويحيي الله اسرافيل ملك الصور ويقول له انفخ النفخة الثانية وينفخ
اسرافيل فتخرج الأرواح وتمطر السماء مطر تنبت منه أعضاء وأجساد البشر سبحان
الله تتجمع اليد العاصية والرجل البعيدة والرأس المتكبرة والجسد المفرط
ليتكون الإنسان مره أخرى شي فشي وتجتمع الخلائق تنفض التراب عن الروس
وتزدحم الأنفاس ويعلو الضجيج ((يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد
الرحمن وصدق المرسلون))
نعم يارب الآن أدركت صدق المرسلين الآن
علمت إن محمد صلى الله عليه وسلم بلغ رسالته لاكنني أنا من عصى وفرط ويطول
الانتظار وينقسم الخلائق إلى فجار وأبرار سبحان الله أرى بعض الناس وجوههم
سوداء وبعضهم وجوههم بيضاء لكن يأتي ما لون وجهي يا ناس يا عالم أخبروني هل
ترون وجهي هل أنا من الذين ابيضت وجوههم فيسعدون أم من الذين اسودت وجوههم
فيندون ولا احد يجيبني ويطول الموقف وتدنو الشمس من الرؤوس وتحشر معنا
الوحوش والسباع سبحان الله تلك الوحوش التي كانت مفترسة متوحشة ما بالها
اليوم أصبحت لينة هينة إن هول الموقف ذللها وان شدة وعظمة القيامة أنستها
طباعها وترتفع الصرخات ويزيد البكاء وتسبقني دموعي يا ليتني اتبعتك يا رسول
الله ليتني سمعت كلامك ليتني سلكت طريقك ليتني وقفت على سنتك وترتج الأرض
وتنفطر السماء وتكور الشمس وتلقى في البحار فتنقلب البحار نار وتنسف الجبال
حتى تكون كا التراب وتدنوا الشمس من الخلائق على مقدار ميل وأناس في ذالك
الموقف عراة مع ذلك لا ينتبه احد إلى احد ولا يطلع احد على عورة احد
فالموقف عظيم قالت عائشة يا رسول الله الرجال والنساء عرات ينظر بعضهم إلى
بعض فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة الأمر أعظم من ذلك وفي تلك
اللحظات أتذهل وتغفل المرضعة عمن أرضعته ومن شدة الموقف تضع كل ذات حمل
حملها ويبحث الناس عمن يشفع لهم عند الله فما يجدون ويحاول كل فرد يبحث عن
وسيلة للنجاة لكن هيهات الكل خاضع والكل خاشع والكل منتظر
((( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتى يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع همسا يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )))
ترى يارب هل سأكون ممن حمل الظلم وخاب أم
سأكون ممن عمل الصالحات فما خاب ويتألم الناس من طول الوقوف وشدة الألم
وازدياد العرق ويبحثون عمن يشفع لهم عند الله فقد طال الانتظار فيقول بعض
الناس لبعض ألا ترون ما نحن فيه ألا ترون ما قد بلغنا ألا تنظرون من يشفع
لنا عند ربنا فيقول بعضهم ايتوا نبي الله ادم فيأتون ادم فيقولون يا ادم
أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك
اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول ادم إن
ربي قد غضب غضب لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه نهاني عن
الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا
فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض وسماك الله عبدا شكورا اشفع لنا
إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم إن ربي قد غضب
غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه قد كانت لي دعوه دعوت بها
على قومي نفسي نفسي اذهبوا إلى إبراهيم هل تتصورون هذه اللحظات أيه الأحبة
والناس يقفون من جهة إلى جهة بحث عن مخرج قد اشتدت عليهم الكربات وضاقت بهم
الساعات فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع
لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إبراهيم إن ربي قد غضب غضب اليوم لم
يغضب مثله ولن يغضب بعده مثله واني كنت كذبت على ملك من ملوك الدنيا خوفا
منه نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا نبي
الله أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا عند
ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول موسى إن الله قد غضب
غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله واني قتلت نفس لم أومر بقتلها
نفسي نفسي اذهبوا إلى غيرى اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى
أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وقد كلمت الناس في المهد
اشفع لنا إلى ربك ألا ترى مانحن فيه فيقول نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري
اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فأتون إلى محمد صلى الله عليه وسلم
فيقولون أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما
تأخر اشفع لنا إلى ربك ألاترى مانحن فيه ألاترى ماقد بلغنا قال النبي صلى
الله عليه وسلم فانطلق فأتي تحت العرش فاخر ساجد لربي ثم يفتح الله علي
ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شي لم يفتحه لأحد قبلي فيقول الله
يامحمد ارفع راسك وسل تعطى واشفع تشفع فارفع راسي وأقول يارب أمتي أمتي
ياربي أمتي أمتي الله اكبر هل سمعت هذا أخي الحبيب نبينا صلى الله عليه
وسلم حريص علينا حتى ونحن بعيد عن سنته نبينا يحبنا وكثير من شبابنا يعصونه
فما يطبقون سنته يعصونه فيقدمون شهواتهم على طاعته يعصونه فيهجرون منهجه
ومع ذلك هو صلى الله عليه وسم حريص عليهم فيقول الله يامحمد ادخل من أمتك
من لاحساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركا مع الناس في بقية
الأبواب قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إنما بين
المصراعين من مصارع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة والبصرة ترى
يارب هل سأكون من السبعين ألف هل ستدخلني الجنة أو لا وتسيل دموعي ويرتفع
نحيبي ويأمر الله بفصل القضاء بين العباد وتتطاير الصحف والدواوين ويفضح
المجرمون واجري بين الناس ابحث عي صحيفتي وكتابي وأنا أقول لا ياربي لا
تجعلني ممن يأخذ كتابه بشماله وأنظر فأرى أقواما فرحين مسرورين يركضون بين
الناس يقولون انظروا لقد ربحنا لقد نجحنا لقد نجانا الله كنا نضن انه
الحساب والتفت فأرى أقواما أيمانهم مغلولة إلى أعاناقهم وشمائلهم خلف
ظهورهم قد امسكوا بصحائفهم يبكون يا ويلتنا ياحسرتنا ياشقائنا ليتنا لم
نأخذ الكتب ليتنا لم نقرأ الصحف ليتنا لم نعرف الحساب ليتنا كنا تراب ماغنت
عنا الأموال شي ماغنت عنا الدنيا شي مانفعنا الملك ولا السلطان وفجأة
ينادي الله فلان ابن فلان وينطلق ذلك الرجل ويعرفه الله بالذنوب ثم يقول
للملائكة خذوه إلى النار فترتعد الاجساد وترتجف القلوب والكل ينتظر متى
يحين دورة إلى جنة أم إلى نار ثم ينادي الله جل وعلى يا ادم فيقول لبيك
وسعديك والخير كله بيديك فيقول الله اخرج بعث النار اخرج من سيذهب من بنيك
يا ادم إلى النار فيقول ادم وما بعث النار ياربي فيقول الله من كل ألف
تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة فحينها يشيب الصغير وتذهل
العقول وأنا ابكي لا ادري أحبتي هل تعلمون ماذا كان حال الصحابة عند النبي
صلى الله عليه وسلم عندما اخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث لقد
اضطربوا وبكوا وقالوا يارسول الله اين ذلك الواحد فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ابشروا فان منكم رجل ومن يأجوج ومأجوج ألف وفي بعض الروايات إن
منكم رجل ومن يأجوج ومأجوج تسع مائة وتسعة وتسعين وأنا في ذلك الموقف
العصيب انتظر لا ادري أيصرف بي إلى الجنة أم إلى النار
وبينما أنا أسير في ساحات يوم القيامة
أقابل أمي الحنون
فتقول لي:يا ولدي حسنة أنجوا بها يا ولدي
وأدخل الجنة
فأقول لها:دعيني يا أمي
فتقول لي:يا ولدي أنا حملتك في بطني
أنا سقيتك من لبني
فأقول لها:دعيني يا أمي
فتقول لي:يا ولدي أنا حملتك في بطني
أنا سقيتك من لبني
أنا غذيتك بحناني
ولدي هل نسيت من كان يسهر لراحتك
هل نسيت من كان يبكي لمرضك
ولدي أنا علمتك القرآن
ولدي أنا أمرتك بسنة النبي العدنان
أنا ربيتك على الحلال والحرام
فأبكي وأقول:أمي دعيني وشأني
فأنا أحق أن أدخل الجنة بتلك الحسنة
وترحل أمي وتتركني
وأتابعها ببصري وهي تبتعد بين الزحام
أقول لنفسي لو كنت في غير هذا الموقف
لفديتك يا أمي بروحي
لكنها النهاية يا أماه
أنها الجنة أو النار
ثم أقابل والدي الحبيب
فيقول لي:حسنة أنجوا بها من العذاب
فأقول له:يا أبتي لا أستطيع
فيقول لي:يا ولدي أنسيت من أنا
فأقول له:لا يا أبتاه ما نسيت
لكن الموقف عصيب
فيقول لي:يا بني أتبخل علي بحسنة واحدة
فكم من طعام أخرجته من فمي لأضعه في فمك
وكم من لذة حرمت نفسي منها من أجلك
فأقول له:أنها النار يا أبتاه
أنا أولى بالنجاة منها
ويتركني أبي ويرحل ثم يأمر الله جل وعلى أن يتبع كل قوم ما كانوا يعبدونهم في الدنيا فيتبع عباد الاصنام الاصنام عباد النار النار وكل تلك الأقوام تتساقط مع معبوداتها في النار وامشي وأنا لا ادري اين اذهب لكنني اعلم أنني عبدتك يارب حتى وان كنت عصيتك إلا أنني كنت موحدا وأحافظ على الصلوات وأنا الآن يا مولاي انتظر مع المسلمين حتى تتجلى لنا فنتبعك وفجاءة وبينما أنا واقف مع الناس اذ بي اسمع اسمي نعم انه اسمي الملك يقول هلم يافلان للعرض على الله وترتعد الأقدام فما تحملني فاجر جر إلى الله ويخلو الله بي يافلان فأقول نعم يارب يافلان أتذكر ذنب كذا وكذا و فأقول نعم يارب اذكر وأنا مطرق الرأس لا اعلم من اين لي بالقوة او الجراءة وكيف استمع الحديث وأنا أخاطب ملك الملوك ويقول الله يافلان أتذكر ذنب كذا وكذا فأقول نعم يارب فيقول الله كنت سترتها عليك في الدنيا و أنا اليوم اغفرها لك فأي سرور وفرحة في تلك اللحظة
ولدي هل نسيت من كان يسهر لراحتك
هل نسيت من كان يبكي لمرضك
ولدي أنا علمتك القرآن
ولدي أنا أمرتك بسنة النبي العدنان
أنا ربيتك على الحلال والحرام
فأبكي وأقول:أمي دعيني وشأني
فأنا أحق أن أدخل الجنة بتلك الحسنة
وترحل أمي وتتركني
وأتابعها ببصري وهي تبتعد بين الزحام
أقول لنفسي لو كنت في غير هذا الموقف
لفديتك يا أمي بروحي
لكنها النهاية يا أماه
أنها الجنة أو النار
ثم أقابل والدي الحبيب
فيقول لي:حسنة أنجوا بها من العذاب
فأقول له:يا أبتي لا أستطيع
فيقول لي:يا ولدي أنسيت من أنا
فأقول له:لا يا أبتاه ما نسيت
لكن الموقف عصيب
فيقول لي:يا بني أتبخل علي بحسنة واحدة
فكم من طعام أخرجته من فمي لأضعه في فمك
وكم من لذة حرمت نفسي منها من أجلك
فأقول له:أنها النار يا أبتاه
أنا أولى بالنجاة منها
ويتركني أبي ويرحل ثم يأمر الله جل وعلى أن يتبع كل قوم ما كانوا يعبدونهم في الدنيا فيتبع عباد الاصنام الاصنام عباد النار النار وكل تلك الأقوام تتساقط مع معبوداتها في النار وامشي وأنا لا ادري اين اذهب لكنني اعلم أنني عبدتك يارب حتى وان كنت عصيتك إلا أنني كنت موحدا وأحافظ على الصلوات وأنا الآن يا مولاي انتظر مع المسلمين حتى تتجلى لنا فنتبعك وفجاءة وبينما أنا واقف مع الناس اذ بي اسمع اسمي نعم انه اسمي الملك يقول هلم يافلان للعرض على الله وترتعد الأقدام فما تحملني فاجر جر إلى الله ويخلو الله بي يافلان فأقول نعم يارب يافلان أتذكر ذنب كذا وكذا و فأقول نعم يارب اذكر وأنا مطرق الرأس لا اعلم من اين لي بالقوة او الجراءة وكيف استمع الحديث وأنا أخاطب ملك الملوك ويقول الله يافلان أتذكر ذنب كذا وكذا فأقول نعم يارب فيقول الله كنت سترتها عليك في الدنيا و أنا اليوم اغفرها لك فأي سرور وفرحة في تلك اللحظة
هذا حالي أن مت على التقوى وطاعة الله أما
إن كنت من أهل العصيان فلا أتذكر حينها ما سأقول كلما يقال لي هل تذكر
الذنب الذي فعلته فأقول لا لم افعله فيقول الله اشهدي أيتها الجوارح تكلمي
أيتها الأعضاء انطقي أيتها الأرجل وتتكلم الأعضاء وتشهد الجوارح ويخرس
اللسان سبحان الله ومن أعماق قلبي أنادي يا أيتها الجوارح يا ليته الجوارح
لقد سكت حتى لا ادخل النار لقد صمت حتى لا تعذبوا في النار فما الذي جعلكم
تتكلمون وتشهدون وحينها تصرخ الجوارح في وجهي لقد أنطقنا الله أيها العاصي
أنطقنا الملك الذي لا يمكن أن نعصيه لقد كنت تجبرنا على المعصية ونحن لا
نريدها تقول اليد كنت تجبرني على تقليب القنوات والنضر إلى الغانيات وتقول
العين كم نضرة خنت فيها مولاك ويقول الفم كم حرام أكلت ورفعته إلى يداك
وتقول الأقدام كم معصيه مشيت إليها وقادته إليها رجلاك
((( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ضننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ضنكم الذي ضننتم بربكم فأرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ))))
ثم يحشر الناس في مكان مظلم حتى يمروا
جميعا على الصراط ذلك الصراط الذي أبكى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
الصراط الذي سهر من أجله الصحابة رضي الله عنهم ذلك الصراط الذي هو احد من
السيف وأدق من الشعر من سينجو منه ياترى وهل سأكون احد الناجين يارباه من
الناس من يجري على الصراط كالبرق الخاطف ومنهم من يجري كاالريح المرسلة
ومنهم من يجري كالخيل ومنهم من يجري جري ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يهرول
ومنهم من يهرول ومنهم من يحبو حبوا فتشوي النار جسده فيسقط فيها كل على
قدر عمله وأنا لا ادري ما حالي أرى أناس كثيرين يبكون ارفع بصري إلى السماء
لعل الله أن يرحم حالي وحال من معي من المسلمين يجار قلبي يارباه أنا عبدك
أنا الضعيف يارباه أنا الذليل الحيران يارباه أنا الوحيد الطريد يارباه
أنا الفقير يارباه أحتاج عونك
ويمر الناس على الصراط أما المؤمنون فيعطيهم الله نور يمشون به يركضون به على الصراط فرحين بتثبيت لله لهم وأما المنافقون والمنافقات فيصرخون ينادون على المؤمنين والمؤمنات انتظرونا ولكن هيهات النار تغلي وتزفر تحت الصراط فمن الذي يحب الانتظار
((يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انتظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهرة من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم فتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور ))
ويتساقط الناس في النار وتشوى الأجساد
وتتحطم العظام وتسمع الأذن شهيق النار وزفيرها ويرون اللهب يأكل بعضه بعضا
فيا حسرة المفرطين ويا ندامة المقصرين وفي النار يتجاذب العصاة ويختلف
المنافقون ويلوم الكفار بعضهم بعض ويقول العاصي لأخيه أنت السبب كنت تقودني
إلى المعصية أنت السبب أنت من منعني من الصلاة أنت من علمني التدخين أنت
من قال لي تعال لنشاهد هذا الفلم أنت من زين لي معاكسة الفتيات ويصب الله
عليهم عذابه صبا كانوا يعصونه وما يبالون بقوته سبحانه كانوا يعصونه يضنون
انه سينسى أفعالهم كانوا يعصونه ونسوا انه الجبار المنتقم كانوا يعصونه
مستهينين بنظره إليهم يقول الله لهم جعلتموني أهون الناظرين فذوقوا عذابي
كذبتم برسولي واستهزأتم بكتابي فذوقوا عذابي كنتم تضحكون من أصحاب اللحى
والثياب القصيرة فإليكم عقابي كنتم تكذبون كنتم تغتابون كنتم تغشون كنتم
تحقدون وتحسدون كنتم تزنون وتتكبرون نسيتموني فالآن ذوقوا حر النار فهي لكم
دار القرار
(((وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما راو العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ))
وينجي الله بعد ذلك من يشاء من عباده وقبل
أن يدخلوا الجنة وفي آخر الصراط يوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار
فيهذبون وينقون ويؤخذ حق بعضهم إلى بعض ثم يقال لهم ادخلوا الجنة ومن بعيد
يلوح النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر هؤلاء القوم ويجري الفائزون الرابحون
تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم أهلا بمن
امنوا بي ولم يروني ويقربهم إلى حوضه ومن بعيد يرى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أقوام يبعدون ويذادون عن الحوض فيقول النبي صلى الله عليه وسلم أمتي
أمتي فيقال له انك لا تدري يارسول الله ماذا احدثوا بعدك فيقول النبي صلى
الله عليه وسلم سحقا سحقا ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيطرق باب الجنة
فيفتح له الباب وتهب عليه الأطياب ويدخل الناس سراعا لايصدقون أعينهم وانا
واقف مازلت على الصراط انتظر دوري لا ادري هل سأدخل أم لا وهناك من بعيد
يلوح جبل بين الجنة والنار يارباه انه جبل الأعراف وعلى ذلك الجبل أقوام لم
يدخلهم الله الجنة ولم يلقهم في النار ينتظرون فرج خالقهم ويترقبون كرم
مولاهم وأنا ابكي حتى لا ادري هل أنا من هؤلاء الذين استوت حسناتهم
وسيئاتهم ويقطع بكائي صياح أهل النار وهم ينادون أهل الجنة يا أهل الجنة هل
عندكم ماء فقد عطشنا لقد احترقنا لقد نضجت جلودنا انقذونا ويدور ذلك
الحوار الذي ذكره الله في سورة الأعراف ويشاركم هؤلاء الرجال الذين على
الجبل ذلك الحديث
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد
وجدنا ماوعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن
بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا
وهم بالآخرة كافرون وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم
ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم
تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب
العراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا
انتم تحزنون ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو من
مارزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهو
ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا يومهم هذا وما كانوا
بآياتنا يجحدون )))
ويعيش أهل النار حياتهم الأبدية في داخل النار ويعيش أهل الجنة حياتهم الأبدية في داخل الجنة
يتنعمون ويسعدون ويقوم الشهداء فيشفعون
عند الله في أهليهم وتشفع الملائكة لبعض العصاة ويشفع النبيون وسيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم في بعض أصحاب المعاصي وحينها يقول الله للملائكة اذهبوا
فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه من النار فيخرجون خلقا
كثيرا فيرجعون فيقولون لم نترك فيها أحدا ممن آمرتنا فيقول الله ارجعوا فمن
وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلق كثيرا ثم
يرجعون فيقولون لم نترك فيها احد ممن آمرتنا فيقول الله ارجعوا فاخرجوا من
وجدتم في قلبه مثقال ذره من خير فيخرجون خلقا كثيرا فيرجعون فيقولون لم
نترك فيها أحدا ممن أمرتنا فيقول الله شفعة الملائكة وشفع النبيون وشفع
المؤمنون ولم يبقى إلا ارحم الراحمين فيقبض الله قبضة من النار فيخرج قوم
لم يعملوا خيرا قط قد أصبحوا فحما فيلقيهم في نهر الله الحياة في الجنة
فينبتون كما تنبت الحبة في السيل فيخرجون من النهر كأنهم اللؤلؤ وفي رقابهم
علامات يعرفهم أهل الجنة يقال لهم هؤلاء عتقاء الله أدخلهم الله بغير عمل
عملوه ولا خير قدموه
ويبقى في النار العصاة والمجرمون الذين
كانوا يتكبرون على الله ظلموا ونسو العقاب ونسو الحساب ظنوا أن الله أهملهم
لكنه أمهلهم فقط فلما نزل بهم العذاب يصرخون ويستغيثون
ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون إنما يؤخرههم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال فقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله أن الله عزيز ذو انتقام يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت أن الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكر أولوا الألباب )))
وتضل النار مطبقة على هؤلاء العصاة يأكلون
الزقوم ويسقون الصديد ويصب عليهم الله الماء المغلي فيفري الأمعاء ويلهب
الأجواف ومن بين هؤلاء المتعذبين يجار واحد وينادي من داخل النار وهو لا
يمل النداء يارب يارب أبكاني حر النار آذاني دخان النار احرقني لهب النار
يارب أخرجني منها يارب أخرجني منها ويسمع الله النداء فيقول الله أو تعدني
أن أخرجت من النار أن لا تسألني غيرها فيقول وعزتك وجلالك لا اسألك غير ذلك
فيخرجه الله من النار ياالله فأي فرحة وسعادة لهذا الرجل ويضل هذا
المستغيث خارج النار مدة طويلة ثم يرى شجرة قريبة لها ظل ثم ينادي يارب
قربني إلى ظل هذه الشجرة فيقول الله ويلك يابن ادم ما أغدرك الم تعطني
العهود والمواثيق أن لا تسألني غيرها فيقول وعزتك وجلالك لا اسألك غيرها
فقربه الله إلى تلك الشجرة فيضر فإذا هو قريب من باب الجنة يسمع فيها غناء
حوريات الجنة يسمع فيها أهل الجنة وسرورهم فيقول يارب يارب أدخلني الجنة
يارب أدخلني الجنة فيقول الله ويلك يابن ادم ما غدرك ألم تعطني العهود
والمواثيق ألا تسألني غيرها فيقول وعزتك وجلالك لا اسألك غيرها فيقوده الله
إلى باب الجنة وفتح له الباب ويقول الله ادخل الجنة سبحان الله من الجحيم
إلى النعيم من الشقاء إلى الهناء من التعاسة إلى السعادة والسرور ويدخل
ذالك الفائز إلى الجنة ويقول يارب وجدتها ملى فيقول الله لك مثل ملك ملك من
ملوك الدنيا ومثله ومثله وعشرة أمثاله فذالك آخر أهل النار خروجا منها
وذلك آخر أهل الجنة دخولا الجنة أيه الأحبة ماذا لو كان احدنا هذا الرجل ما
هو حالنا ما هو موقفنا نحن مازلنا في الدنيا لم تقم القيامة حتى الآن إذا
فلنعمل ولنتسابق إلى الله ولنجتهد .
لا تنسونا من دعائكم