تلك كانت آخر كلمات زعيم مجاهدي الشيشان شامل باسييف“ أقول لإخواننا المسلمين الإسلام سينتصر بإذن الله
ويستطيع كل مسلم أن يشارك في هذا النصر ، وليس شرطاً أن يأتي كل واحد إلى الشيشان ..
عليكم أن تفتخروا أنكم مسلمون وتحملوا اسم الإسلام عالياً بكل فخر وكرامة؛ فهي مرتبة عالية
وأقول لإخواننا المسلمين الذين يساعدوننا في هذه المرحلة الصعبة في الجهاد :
جزاكم الله خيراً ؛ فنحن نشعر بمساعدة مسلمي العالم البسطاء
ونعرف أن النصر لنا - بإذن الله - بسبب دعاء المستضعفين لنا ، وأرجو من إخواني المسلمين كافة أن يدعوا لنا ”
الذي استشهد في عملية عسكرية قامت بها القوات الروسية بالقرب من إنجوشيا ..
شامل و ما أدراك من شامل !!
وأصيب هناك إصاباتٍ بالغة ، ثم أرسل إخوانه لنصرة المسلمين في طاجيكيستان ضد التحالف العلماني- الشيوعي - الروسي
ثم نصر المسلمين في الشيشان ، وبعدها نصر هذا البطل المستضعفين من المسلمين في داغستان ورفض التخلي عنهم
رجل ترك رئاسة الوزراء واستقالَ من منصبه ليتفرغ لنصرة المسلمين
قائدٍ عسكري استطاع أن يأسر عشرة آلاف أسير بثلاثة آلاف مقاتل جروزني 1996م
تَقَدّم جنده لعبور حقل ألغام إيثاراً لسلامةِ إخوانه على سلامةِ نفسهِ ورغبةً في الشهادة في سبيل الله
ثم فقد ساقه أثناء ذلك في اختراق حصار جروزني عام 2000 .
من هو شامل باسييف ؟
شامل بن سلمان بن باسييف ” عبد الله شامل أبو إدريس ” كما أطلق عليه البعض
ولد شامل في عام 1965م في قرية فيدينو ( مقاطعة فيدينو ) ، وما أدراكم ما قرية فيدينو !!
تلك القرية الصامدة التي قاد منها الإمام شامل الداغستاني الجهاد ضد الروس لأكثر من ثلاثين عاما في القرن الثالث عشر الهجري
( التاسع عشر الميلادي و مازالت قلعته صامدةً ، شامخةً ، و شاهدةً على بطولات المسلمين في القوقاز لشامل ثلاثة إخوة هو أكبرهم
أحدهم استشهد أثناء الدفاع عن فيدينو في بداية معارك 1995م
والآخر شرواني قائد من قواد المسلمين وواحد من أبطالنا في القوقاز ( شرواني هو الذي قاد الدفاع البطولي عن قرية باموت
حين صمد مع ثلاثمائةٍ من إخوانه ضد عشرة آلاف مجرم روسي لمدة 15 شهر .
لم تكن شجاعة شامل وإخوته نبت جديد في الأسرة فالجد الأكبر لشامل كان أحد مساعدي الإمام شامل الداغستاني
وقد استشهد ( جد شامل ) في معركة ضارية ضد المجرم الكبير الجنرال يرمولوف .
أما جد شامل المباشر ( والد أبوه ) فقد قاتل الشيوعيين أثناء حرب عام 1917 وذلك حين حاول لينين السيطرة على شمال القوقاز
الذي كان حينها إمارة شمال القوقاز الإسلامية بقيادة الإمام نجم الدين و نائبه الحاج أوذون ( أوذون حاجي ) .
استشهد جدّ شامل جوعاً في سيبريا بعد أن أسره الشيوعيون و نفوه إلى هناك .
ولما استشهد ترك المجرمون جثته في الجليد شماتةً و لم يدفن حتى جاء الربيع
نما شامل و تربى و هو يسمع ما حدث للإسلام وأهله في بلاد القوقاز من أبيه. و في عام 1987
دخل شامل معهد الهندسة الزراعية ( كلية الهندسة الزراعية ) وتخرج منه عام 1990 ثم عاد للشيشان في العام التالي ( 1991م )
وانضم هناك لقوات كونفدرالية شمال القوقاز ( منظمة تسعى لوحدة شعوب القوقاز المسلمة وكان شامل في جناحها المسلح ) .
الطريق نحو الجهاد
في تشرين أول من العام 1991 أعلن الزعيم الشيشاني جوهر دوداييف قيام جمهورية الشيشان المستقلة عن روسيا
فأعلن الرئيس الروسي يلتسن حالة الطوارئ في روسيا، وأمر بالتعبئة العامة للجيش على حدود الشيشان لمواجهة الأمر
فقامت الحكومة الشيشانية الوليدة بإعلان تطوّع ( 60.000 ) مجاهد للدفاع عن الشيشان ضدّ الغزو الروسي
وكان شامل من بينهم ، وعندها بدأت رحلته الجهادية .
وفي 9 تشرين ثاني من العام 1991, حاول باسييف لفت انتباه العالم إلى القضيّة الشيشانية
فقام ومجموعة من المجاهدين بتحويل مسار طائرة روسية إلى تركيا .
في العام 1992 قاتل شامل الروس في أبخازيا المجاورة ، وأصبح قائد الوحدات العسكرية التابعة للكونفدرالية
ودعم مع هذه الوحدات النضال الذي خاضته إبخازيا من أجل استقلالها عن جورجيا
وقد لعب دوراً فعالاً للغاية في تحرير إبخازيا من الاحتلال الجورجي . ثمّ انتقل إلى إقليم كاراباخ في أذربيجان
ثمّ توجه إلى ولاية “ خوست ” الأفغانية عام 1994 حيث بقي هناك بين شهري نيسان وتموز
ومن ثم عاد إلى الشيشان من أجل الدفاع عن الرئيس جوهر دوداييف إثر اندلاع حرب داخلية في الشيشان
وشارك في العمليات التي استهدفت مجموعات المعارضة المسلحة الموالية لروسيا .
الحرب الشيشانية الأولى
في 11 كانون الأول 1994 قامت القوات الروسية بغزو الشيشان
فعيّن دودييف المجاهد باسييف قائداً للدفاع في الخطوط الأمامية في جبهة القتال ضدّ الروس
وقد قامت القوات الروسية في العام التالي بقصف منزل عائلة باسييف لتقتل (11) فردا منها دفعة واحدة من بينهم زوجته
قرّر ” باسييف ” تنفيذ عمليات نوعيّة لفك الحصار عن مدينة جروزني عاصمة الشيشان
فقام بعملية نوعية إذ خطط لعملية احتجاز الرهائن في مدينة “ بودينوفسك ” الروسية في منتصف يونيو 1995
وكانت هذه العملية الشهيرة الناجحة تهدف للفت أنظار العالم للاحتلال الروسي للشيشان والفظائع التي يرتكبها في الجمهورية
ومطالبة موسكو بوقف هجومها على جروزني في مقابل الإفراج عن الرهائن .
في العام 1996 تمّ ترقية باسييف إلى رتبة قائد القوات المسلحة الشيشانية ، وقام بالعديد من العمليات النوعيّة ذات العيار الثقيل
مما أدّى إلى تقهقر القوات الروسية وانهيارها وتراجعها وفك الحصار عن العاصمة جروزني
وعندها أُجريت انتخابات في الشيشان ، فجاء أصلان مسخدوف رئيساً ، وأصبح باسييف نائبا للرئيس .
انتخب باسييف في 26 أبريل 1998 ، رئيسًا للمجلس الوطني لشعوب القوقا
والذي أعلن فيه أن هدفه تحرير شعوب القوقاز المسلمة من الهيمنة الروسية
وفي أغسطس 1999 ، اختير باساييف قائدًا لقوات مجلس شورى المجاهدين في القوقاز .
في آب من العام 1999 قام باسييف بقيادة مجموعة من ( 2000 ) مجاهد متمّكن لمساعدة الداغستانيين لإنشاء جمهورية داغستان
الإسلامية ، وبالتالي إقامة وحدة إسلامية بين جمهوريتي الشيشان وداغستان. قامت القوات الروسية عندها بمنع هذا التحوّل
ولكنّها اعترفت بخسارتها القاسية لأكثر من ( 1100 ) جندي بين قتيل وجريح .
حصار غروزني
بدأ حصار غروزني في نهاية عام 1999 ، وفي يناير 2000 صمم باسييف على أن يتَقَدّم جنده لعبور حقل الألغام إيثاراً لسلامةِإخوانه على سلامةِ فوطأ باسييف لغمًا أرضيًا، مما أفقده إحدى قدميه ، لم تمنعه الاصابة من استكمال رحلة الجهاد والتضحية
في سبيل الله فأعلن باسييف ترحيبه بالمتطوعين من المقاتلين الأجانب من أفغانستان والدول الإسلامية الأخرى
وشجعهم على الانضمام إلى القضية الشيشانية .
في العام 2004 قاد باسييف مجموعة في أنغوشيا المجاورة حيث تمّ الاشتباك مع القوات الروسية وتم اغتيال وزير الداخلية فيها.
وفي نيسان من نفس العام تبنى باسييف عملية نوعيّة قويّة أدّت إلى اغتيال الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو أحمد قاديروف .
عندها وضعت الحكومة الروسية مكافأة مالية قدرها (10) مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض عليه
متهمة إياه بقضية حصار مدرسة بيسلان .
وقد تمّكن بعدها من القيام بعمليات متفرقة قوية في داخل روسيا دون أن تتمكن السلطات الروسية من القبض عليه .
في شباط من العام 2005 أعلنت الحكومة الروسية مقتل شامل باسييف
وقد كان هذا الإعلان السادس عن التمكن من مقتله منذ العام 1999 .
وفي نيسان من العام 2005 أعلن القائد شامل مسؤوليته عن انقطاع التيار الكهربائي في موسكو .
وفي آب من العام 2005 عاد شامل للالتحاق بالحكومة الشيشانية المقاومة في منصب مساعد الرئيس .
أعلن باساييف مسؤوليته عن الهجوم على نالتشيك عاصمة جمهورية قبردينو – بلقاريا الروسية .
وقع الهجوم في 13 أكتوبر 2005 وأعلن باسييف أنه وقواته بقوا في المدينة لمدة ساعتين ثم غادروها .
انتشرت شائعات عن مقتله خلال الهجوم، لكن هذا يتناقض مع الرسالة التي نشرها موقع “ مركز القوقاز ” .
ارتقاء البطل
في 10 تموز من العام 2006 أعلنت السلطات الروسية مقتل باسييف في إنغوشيا المجاورةوبحسب المعلومات الخاصة نقلاً عن مصادر روسية ، فقد تمّ اغتيال باسييف في 9-7-2006
وهو يقود شاحنة محمّلة بالمتفجرات بعد مهاجمة الشاحنة التي انفجرت به
وقد أكد مجاهدو الشيشان نبأ استشهاد القائد شامل باسييف في بيان بثه موقع صوت القوقاز .
ارتقى شامل عن عمر يناهز 41 عام قضاها جلها في الجهاد في سبيل الله
ليعلم شباب أمته بأن التاريخ لا يكتبه الرجال بأعمارهم بل بأفعالهم
رحل شامل إلى ربه بعد أن نصر المسلمين المستضعفين في كل مكان و لم تمنعه المناصب و لا بتر ساقه
ارتقى شامل مقبل غير مدبر بعد أن أذاق أعداء الدين الويل كما فعلوا بالمسلمين ..
فرحمه الله تعالى وجزاه خيرًا عن الإسلام والمسلمين .